مؤسسة سلام يمن/ عبد الحكيم محمد سعيد/ مشروع الغذاء وسبل العيش


دائمًا ما يتساءل العديد من الشباب ويتبادر إلى ذهنهم في عمر الشباب عن الهدف من حياتهم وما سيصبحون عليه مستقبلًا. يبنون الأحلام ويتخيلون أنفسهم في منتصف ما يحلمون به. ولكن بالنسبة لشابنا وبطل قصتنا لم يكن الأمر مشابه لذلك البتة، حيث بُتر منه حلمه في بداية عمر الزهور.
أصيب عبد الحكيم محمد سعيد ذو الواحد والعشرين عامًا في 13/4/2017 في وادي صالة حيث داس على لغم أرضي أثناء عودته من الجامعة التي كان يدرس فيها كمساعد طبيب وتضررت رجله اليمنى واضطر لبتر ساقه، وعانى بعدها من الإحباط وانتكست حياته كما قال هو بنفسه حينها. وأضاف قائلًا بأنه حاول كثيرًا بعدها الدراسة والبحث عن عمل، ولكن كل محاولاته ضاعت سدى حيث لم يقبل أحد بتوظيف شخص (معاق)، على حد قوله.

وعندما سمعت مؤسسة سلام يمن بوضع عبد الحكيم، كانت هي المبادرة في مساعدته بالدعم المعنوي والمادي حيث قامت بمساعدته على فتح بقالة – والتي أسماها بقالة الدهمشي – لتساعده على إعالة نفسه وتقديم النصائح والدعم النفسي مما رفع من معنوياته كثيرًا. ومن تلك اللحظة، بدأت مرحلة التغيير في حياة هذا الشاب. قرر بعدها ارتياد الجامعة والمتابعة في تحقيق حلمه وهو الآن في سنته الأخيرة من تخصص بكالوريوس محاسبة في جامعة العطاء. أصبح عبد الحكيم الآن شخصًا مختلفًا تمامًا معنويًا وعقليًا ولا ننسى أيضًا، ماليًا بعد أن أصبح مصدر دخله الآن بين يديه.
لم تكن البقالة مصدر دخل له وحده، بل لعائلته أيضًا التي أستطاع بفضلها إعالة أسرته المكونة من ستة أفراد بما فيهم أخته المعاقة، وأخيه المعاق. والبقالة هي بصيص الأمل الوحيد التي تعيل هذه الأسرة.
ولاحظنا من خلال زيارتنا الدورية تغيرًا كبيرًا في عبد الحكيم من جميع الجهات. وبعد سؤاله عن أحواله ووضع البقالة أوضح لنا بأن البقالة تسير جيدًا رغم أن نسبة ربحه السنوية لا تتجاوز 10% سنويًا بما أنها مصدر دخله الوحيد. فالبقالة أمنت له ولأسرته حياة كريمة خالية من هموم توفير لقمة العيش والعوز.

التعليقات معطلة.