مؤسسة سلام يمن/ سعيد قاسم محمد/ مشروع الغذاء وسبل العيش


سعيد قاسم محمد حزام أحد سكَّان منطقة الضباب التابعة لصبر الموادم في تعز، تجاوز الستين من عمره، يسكن مع أسرته في منزله الريفي الصغير قرب مزرعة استأجرها، لكنه عجز عن استثمارها لعدم امتلاكه أي مصدر دخل آخر يستعين به في استصلاح الأرض، وعاش سعيد حياة حزينة مليئة بالمشقة والكفاح، لا تكاد هموم توفير الرزق تفارق باله، إلى جانب هموم توفير تكاليف الدراسة لأولاده، رأيناه شارد البال مهمومًا، وأخبرتنا منسقة المؤسسة في قريته عن مشكلته وحلمه في استصلاح الأرض.

زاره فريق مؤسسة سلام يمن إلى مزرعته الجرداء القاحلة والمليئة بالأشواك والحشائش الضارة، وسألناه عن حلمه، فقال: لا أحلم سوى بشراء البذور والسماد وتوفير المحروقات لبدء حرث الأرض وضخ الماء.
عدنا إليه، ولم نجده، بقينا نسأل عنه أهل القرية، وهم لا يعرفون سبب اختفائه، وجدناه بعد البحث والتحرّي مسجونا بسبب مشاكل خاصة، ولم يكن ذا معرفة بكبار الناس ليساندوه، فتواصلنا مع الجهات المختصة، ووجدوه بريئا، وكنا سبب خروجه من السجن، وهنا بدأنا قصة تحقيق حلمه بتوفير التمويل اللازم لقلع الحشائش الضارة، ثم قلب التربة، وبعد مدة حرثها وزراعتها، وفرت المؤسسة البذور والسماد والديزل، ومشينا معه خطوة خطوة حتى أصبح لديه محصول يبيع منه في كل مرة غلّة مختلفة، فناوب بين زراعة الكوسا والباميا والبسباس والكزبرة، وغرس بذور البابايا، وأصبح سعيد فرحًا لحصوله على هذا المشروع الذي كان يحلم به، ولم يعد يقلق بشأن توفير الطعام والشراب لعائلته، ولا تكاليف الدراسة أولاده. وصار يصحو كل صباح نشيطًا إلى مزرعته يصلحها ويقطف الناضج من ثمارها.

التعليقات معطلة.